الطفل المهمل قد يكون مصدر إزعاجًا للكثير من الآباء والأمهات، وهو ما يجعلهم يرغبون في معرفة أفضل الطرق التي تلزم لحل تلك المشكلة والوصول بابنهم أو ابنتهم إلى طريق النظام والبيئة الآمنة المريحة، ومن أجل تعامل الآباء والأمهات مع الطفل المهمل، فإنه يتطلب تقديم الرعاية والدعم اللازمين لهذا الطفل، حيث يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا مستعدين للاستماع إلى احتياجات الطفل ومشاعره وأفكاره، ويجب عليهم توفير بيئة آمنة ومفتوحة حتى يشعر الطفل بالراحة في التحدث عن ما يشعر به وما يحتاج إليه، وهذا حتى يتوصلوا إلى السبب الرئيسي وراء إهمال الطفل، ويبقى أولًا وأخيرًا الصبر والتفهم الوسيلة التي يجب على الوالدين التحلي بها عند التعامل مع الطفل لتعديل سلوكياته.
أفضل طرق تعامل الآباء والأمهات مع الطفل المهمل
يجب على الوالدين استخدام أفضل الطرق لتحقيق التغيير وتحسين حالة الطفل فعلى سبيل المثال يعاني الأطفال المهملون من عدم وجود تنظيم وجدول زمني منتظم في حياتهم، لهذا يجب على الآباء والأمهات إنشاء جدول زمني يحدد أوقات النوم والاستيقاظ وتناول الطعام والوقت المخصص للعب والدراسة، حيث يساعد هذا الجدول في إعطاء الطفل الشعور بالأمان والتوجيه ويعزز تنظيم حياته.
كذلك يجب توفير بيئة منظمة ونظيفة للطفل المهمل، مثل تنظيم الغرفة وتخصيص أماكن لتخزين الألعاب والملابس، وهو ما يساعد الطفل على تعلم الانضباط والترتيب، ويجب التأكد من توفير أدوات الدراسة والمواد التعليمية المناسبة أيضًا.
من الممكن أيضأً أن يكون السبب الرئيسي لإهمال الطفل هو مشكلة في الامتثال للقواعد والتوجيهات، لهذا من الأفضل أن يشارك الطفل في وضع القواعد والتوضيح له عن أهمية القواعد والتصرفات الصحيحة، حيث أنه بهذه الطريقة يشعر بأنه عامل رئيسي في النظام ووضع القواعد، يمكن أن يشجع الآباء والأمهات الطفل على المشاركة في تحديد العواقب المناسبة للتصرفات الغير منظمة.
يجب أن يتم تعزيز السلوك الإيجابي للطفل المهمل عن طريق استخدام آلية التحفيز الإيجابي مثل الثناء والمكافأة، وبهذا عندما يقوم الطفل بتصرف صحيح أو يلتزم بالقواعد، يجب أن يتم مكافأته بشكل إيجابي لتعزيز تكرار هذا السلوك.
يجب على الآباء والأمهات أن يظهروا الحب والاهتمام والتفهم تجاه الطفل، وأن يقدموا الدعم اللازم له للتغلب على الصعوبات التي يواجهها، ويمكن أيضًا تعزيز التواصل العاطفي من خلال قضاء وقت جيد مع الطفل، مثل قراءة القصص معًا أو ممارسة الأنشطة الترفيهية المشتركة.
القضاء على الإهمال لدى الأطفال
حتى تتخلص من مشكلة الإهمال بشكل نهائي لدى طفلك عليك بالتخلص من جذور المشكلة، قد يكون هناك أسباب عميقة وراء سلوك الطفل المهمل وغير المنظم، فمن الممكن أن يكون لديه احتياجات خاصة أو يعاني من أي تجربة سيئة، ولهذا جب على الآباء والأمهات محاولة فهم هذه الأسباب والعمل على معالجتها بشكل مناسب.
وتجدر الإشارة إلى أنه هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى الإهمال وعدم النظام لدى الطفل، ومن أبرز هذه الأسباب:
وجود ظروف عائلية غير مستقرة، قد يتسبب الطلاق، الفقر، العنف الأسري، أو المشاكل الأخرى في عدم توفير بيئة مناسبة ومنظمة للطفل.
نقص في المعرفة والمهارات الأبوية اللازمة لتوفير النظام والتنظيم للطفل فمن الممكن أن يكونوا غير قادرين على إنشاء جدول زمني منتظم أو تحديد الحدود والقواعد بشكل واضح.
عدم توفر الوقت الكافي من قبل الوالدين يمكن أن يؤدي إلى الإهمال وعدم النظام لدى الطفل.
إذا كان لدى الأسرة نمط حياة غير منظم، مثل عدم وجود جدول ثابت أو تفاوت كبير في الروتين اليومي، فقد ينعكس ذلك على الطفل ويؤدي إلى عدم استقراره وعدم النظام.
عندما يكون هناك عدم توازن في أساليب التربية المستخدمة، مثل التساهل الزائد أو القسوة الزائدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الطفل للنظام والانضباط.
معاناة الطفل من اضطرابات في النمو والتطور العاطفي والاجتماعي، مما يؤثر على سلوكه وقدرته على الالتزام بالنظام، من بين تلك الاضطرابات التي يصاب بها الطفل اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه.
عدم وجود دعم اجتماعي قوي من الأسرة، مكن أن يؤثر على القدرة على توفير النظام والاهتمام اللازمين للطفل.
أيضًا إذا كان الوالدين يعانون من ضغوط الحياة وعدم وجود شبكة اجتماعية قوية تدعمهم في رعاية لطفل قد يكون هذا سبب رئيسي في المشكلة.
ولهذا يجب التعرف على السبب الرئيسي وراء المشكلة من بين تلك الأسباب ووضع يدك عليها لتتعرف على كيفية الحل المثالية والوصول بالطفل إلى السلوكيات القويمة والجيدة، ويجب أن نفهم أن الطفل يحتاج إلى بيئة مستقرة ومنظمة لينمو ويتطور بشكل صحيح، لهذا من المهم أن يعمل الوالدين على توفير الدعم اللازم لضمان رعاية جيدة للأطفال، وأن يكونوا مثالًا حسنًا للطفل المهمل وغير المنظم ويجب عليهم أن يظهروا السلوك الصحيح والتصرفات الإيجابية وأن يكونوا داعمين ومشجعين.
